خيراتُ رمضان كثيرةٌ ، و منافعه عظيمة ، و أثرُه ظاهرٌ على : النفسِ ، و المجتمعِ ، على اختلاف المجالات : النفسية ، و الاقتصادية ، و الخُلُقية ، و الطبية ، فيضبط الحال ، و يوجِّهُ المسير .
لكن أن يكون ( رمضان مديراً ) فهذه من غرائبِ الشهر ، و مما لا يُستساغُ من الوهلةِ الأولى ، و بعد التعمُّقِ نُدركُ ، كحالتنا دائماً لا نُبصرُ إلا بعد الفوات .
يُديرُ رمضان في حياتنا أشياءَ كثيرة ، فهو نموذجٌ لذاك المدير القائم بعملِهِ على أحسنِ وجهٍ ، و كعادةِ المدراءِ المتميزين لا يكون الخللُ في الإدارة إلا من موظفيهم ، و بعضٌ و البعضُ فاضلٌ .
من مميزات كون إدارة رمضان :
الوقت : فهو ضابطٌ لوقته ، بدءاً و انتهاءً ، مديراً له على أكمل وجهٍ و إدارة ، فيبدأ الإمساكُ في إدارته معَ أذان الفجرِ ، و ينتهي مع أذان المغرب.
و كذلك في تصرفاتِ المُدارِيْن تحتَ إدارته فيُنجزون أعمالهم غالباً خارجَ وقت العملِ الشرعي المخصوص في رمضان ، في المساءِ ، و تحديداً بعد التراويح ، و يُنهون أعمالهم _ أو أكثرهم _ قبلَ ساعة السحور بساعتين .
الاقتصاد : رمضان عينةٌ للمدير الاقتصادي ، فيُرى منه الحثَّ على التحدُّثِ بِنعمةِ الله تعالى باجتلابِ أنواع الأرزاقِ ، و بالحثِّ على الصدقةِ و إخراج الزكاة ، و البذل التبرُّعي بين الناسِ .
كذلك في الاستعداد لأيام العيد ، و إعلان الفرحِ و السرورِ فيه .
الإيمانيات : يقوم رمضان بإظهارِ أنواعٍ من الإيمانيات في أحوالِ الذين يعيشونه ، من قراءةٍ للقرآن ، و صلاةٍ في وقتها ، و حرصٍ على النافلة ، و دعاءٍ ، و عمرةٍ ، و صدقاتٍ عامةٍ ، و تهذيبٍ للأخلاقِ الدُّوْنيةِ .
الاجتماع : تتميزُ إدارة رمضان في روح التآلُفِ بين الناسِ ، و المدى الأقصى للتعاونِ ، و البعدِ الرائعِ في التواصُلِ ، و هذه من نوادرِه ، فلا توجد عند غيرِهِ .
الثقافة : للجانب الثقافي حضورٌ كبيرٌ في عهد إدارة رمضان ، فتكون الثقافة مُسَيَّسَة في أعلى درجات السياسة الثقافية ، فلا تخليطَ و لا تخبيط ، و لا تداخل و لا تمايل ، بل تنصَبُّ الثقافةُ في قوالبَ معيَّنة .
جوانب التميُّزِ في إدارة رمضان كثيرة ، و حسبي في العُجالة المجيءُ بما دون الثمالة ، و الديمومة للكلِّ في التوفيق .