منتديات الامل
يا اهلا وسهلا بك عزيزي زائر
نرجو ان تسجل في موقعنا
وتمتع بخدماته
منتديات الامل
يا اهلا وسهلا بك عزيزي زائر
نرجو ان تسجل في موقعنا
وتمتع بخدماته
منتديات الامل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الامل خالص من الذهب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صدى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشق المستحيل
عضو ممتاز
عضو ممتاز
عاشق المستحيل


عدد الرسائل : 4755
العمر : 32
اوسمة : صدى 2155557877
اعلام : صدى Male_p11
المزاج : صدى _39
الهواية : صدى Sports10
المهنة : صدى Taut10
نقاط : 62359
تاريخ التسجيل : 29/07/2008

صدى Empty
مُساهمةموضوع: صدى   صدى Emptyالجمعة أغسطس 29, 2008 8:28 am

َعوّدت أن تستقبل يومها بصلاة وتسبيح ثم تتجه نحو ذلك الفنجان الذي تبتسم كلما
تراه !
إنه رفيق درب وصديق عمر ، فنجان من الفخار الأبيض ، زيّنته رسمة طفوليّة
مُتقنَة لدبٍّ قويٍّ يرتدي سترةً حمراءَ ويندفع بكلِّ قوّتهِ نحوَ شجرةِ تفاح
يهزُّها فتتناثر ثمارُها غنيمةً شهيّة .
فنجانٌ له قيمة خاصة ، فهو أول فنجانٍ تقتنيه بعدما مَلَكَت أمرَها !
تبتسم والابتسامة ترسمُ هالاتٍ من العَجب على محيّاها كلما تذكرت كيف كان
اقتناء فنجان كهذا من الممنوعات في لائحة أسرتها ؟!
وإذا سألت نفسها لماذا ؟ تاهت في دروب الإجابات !
ألا يُسمّى هذا قهراً ؟ عندما يختار لنا الآخرون نوع الآنية التي نأكل أو نشرب
بها !
أليس من القسوة أن يُحرم طفل من أن يقلّد الآخرين في أمر مباح ؟
" أما زلتِ تستنكرين ؟! كُفّي عن هذا الصَّياح " تنهر نفسها بلطف ثم تمضي
لإعداد فطور الصَّباح .

-2-


تحتضن فنجانها بين كفّيها وهي جالسة تتأمّل تلك اللوحةِ المعلّقةِ أمامها على
الحائطِ : طريق طويل تكسوه الثلوج ، والأشجار على حافتيه عارية !
ارْتَشَفَت رشفة شاي وبصرها لا يفارق تلك اللوحة ...
" لا أرغبُ بفعل شيء ، ليكن يوم تمرد !
لن أذهب إلى جامعتي ، أعتقد أنه يحقّ لطالبات الدراسات العليا ما لا يحق لغيرهن
! سأجلس في المنزل ، وأمارس دور ربة البيت "
تضحك ملء فِيها وتحملها الذكرى إلى توجيهات أمّها الصارمة عندما كانت تقصّر في
واجباتها المنزلية منادية بحقوق المرأة وأنّها لم تُخلق فقط لتكون في خدمة
الزوج والولد !
فها هي الآن تحنُّ وتعود إلى فطرتها !
ارتشفت رشفة أخرى ثم شمّرت عن ساعديها وهمّت بتنظيف المنزل وترتيبه ، وإعداد ما
تيسر من طعام لوجبة الغداء لها ولأخيها ، يصاحبها في أداء مهامها تلك صوت
الحادي وهو يتغنّى بالأناشيد العذبة .
" النظافة والترتيب من أجلّ نعم الله التي أنعم بها على عباده "
هذا ما كانت تسمعه من والدتها الحبيبة بشكل يومي ...
" صدقتِ يا أمي .. كم أشتاق إليك وإلى والدي الحبيب وإخوتي الأعزاء وإلى عشّنا
الدافئ بل لأقل إلى حديقتنا الغنّاء " !
أما زلتِ ـ يا أماه ـ تعتنين بورودك أكثر منّا ؟! "

هَمَى الدمع فاستسلمت له .

يرتفع صوت المؤذن مُناديا إلى صلاة الظهر ، تجيب المؤذنَ بخشوع ثم تتوضأ
وتستقبل القبلة ...
بين يديّ الله تصغر مساحات الكون الشاسعة ، وتتضاءل لتصبح بحجم تلك البقعة التي
تستقبل جبهتكَ لحظةَ السجود لا أكبر !
بين يدي الله تنحني الجباه بينما الأرواح تحلّق في علو !
بين يديّ الله تتنزّل السّكينة وتوأد بنات الصدر وأحزانه تحت تراب مناجاة صادقة
: " رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ
تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا
وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ
آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ
فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "
دقائق غاليات ، ونفحات ربّانية تمرّ على القلبِ فتسمو به ويسمو بها .

-3-

جلست أمام مكتبها تنوي مراجعة بعض الدروس ، فلاحت منها التفاتة نحو تلك القصاصة
الملتصقة على رفّ المكتب ...
" كَثيرةٌ هي الأسئلة التي نَنْسَى أن نطرحَها على أنفسِنا أو ربما نَتناسَى ،
فيمر اليوم تلو اليوم وهي في تَراكُم ..! "
عَلَت وَجْهَها علامات شُرود وهي تتخيّل ذلك الكم من الأسئلة المتراكمة ماثلا
أمامها كَتلّ مِن وَرق !
مدّت يَدها لتنتشل سؤالا وتطرحه على نفسها : " هل يومي يشبه أمسي ؟!
أم أنني تعلمتُ من تجارب أمسي فغدا يومي أنضج ..! "
أطْرَقت ...
بالأمس .. كنتُ أحتاج إلى من يقف بجانبي مادّا يدَ العون كي أخطو .. ولو خطوة !
بالأمس .. كنتُ أنتظر وجودهم لأحلم ..!
بالأمسِ .. كانت الحيرة تكتنفني كلما هممتُ بالمسير : من أين سأبدأ ؟ وإلى أين
أريد الوصول ؟!
بالأمسِ .. كانت الأحلام والآمال كثيرة متشعبة ، والعزمُ في شتات !
بالأمسِ .. كان القلب غضا لا يعرف إلا البياض !

أما اليوم ... فما أجمل اليومَ وما أقساه !
اليوم .. حصاد أمس وبذرة غد
اليوم .. سعة فهم ، زيادة خبرة ، ورحابة صدر
اليوم .. أمل وعمل وحلم ممتد
اليوم .. قلب بين الطفولة والكهولة يترنم !
اليوم .. رحلة أعرف موعدها وأخشى فواتها .

طَرق على الباب أيْقظَها من شُرودِها ، فَطَوَت سُؤالَها وأعادَتْه إلى ذلك
الكم المتراكم من الأسئلة ...
" سأحتاجك ثانية " همستْ لنفسِها ؛ ثم رَنَت نحو البابِ لتجيبَ الطَّارق

- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- عدتِ مبكرة ! هل أنتِ بخير ؟
- نعم يا أخي أنا بخير الحمد لله ، فلا تقلق .
- الحمد لله .
يتقدّمُ بضعَ خطواتٍ فيلمحُ حلّة البيت الجديدة ، يسأل بدهشة :
- ما الأمر ؟
- لا شيء ؛ لا شيء سِوَى رَجع صَدَى !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahlamslam.yoo7.com
 
صدى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الامل  :: الادبية :: قصص وخيال-
انتقل الى: